-A +A
حسن النجراني (لندن) hnjrani@

اختصر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على الحضور والمشاركين خلال حواره مع نيوم حول رؤيته للمنطقة وخصوصا وضعها في المستقبل مقارنة بالمدن الحالية، فأخرج من جيبه هاتفي جوال أحدهما للشركة المنهارة والتي تعاني "نوكيا" والشركة التي تكتسح المبيعات وتعمل بتقنية اللمس المتطورة "آبل".

وأجاب على سؤال حول رؤيته للفرق بين منطقة المستقبل "نيوم" والمدن الحالية، بأن أخرج من جيبه هاتفي "نوكيا وآبل" وكانت لغة لا يفهمها سوى الاقتصاديون وأصحاب الرؤية الحقيقية لمنطقة "نيوم" المستقبل.

لماذا لوّح الأمير محمد بن سلمان بالهاتفين؟

يقول المدون عواد الجعفري إن شركة نوكيا لم تفشل بسبب حرب اندلعت في وطنها أو حتى في المصانع التي تتبع لها عبر العالم، ولم تفشل بسبب الأزمة المالية بل إنها حتى لم تفشل بسبب منع دول أخرى استيراد منتجاتها، بل كان السبب الجوهري وهو غياب الرؤية الإستراتيجية للأمور والاعتماد على نجاحات قصيرة المدى، أدت في نهاية المطاف إلى الفشل بعد قصة نجاح رائعة في عالم الاتصالات اللاسلكية.

ويعود تلويح ولي العهد إلى الرؤية التي ستبني عليها منطقة "نيوم" فلسفتها، فهي ستعمل وفق رؤية إستراتيجية واضحة، وستعمل على تطوير منظومتها وجعل الإنسان السعودي يعمل وفق "طموح يعانق السماء"، ويشير الأكاديمي عبدالرحمن الحارثي إلى أن ميادين الأعمال تعمل وفق المحافظة على الريادة والابتكار، وفي حال عدم المحافظة عليها فإن الخسارة ستبدو واضحة لا محالة لأن المنافسة أصبحت أكثر ضراوة من ذي قبل، لا سيما في قطاعات التقنية والتي تشهد نموا مطرداً حول العالم.

ويعلق الدكتور الحارثي بقوله إن "آبل" نجحت لأسباب كثيرة سواء في الماضي أو الحاضر، وهو تجديد إستراتيجيتها والتحول في جوانب الابتكار والتصميم والتسويق، وهذا ما مكنها من بقاء حصتها في سوق الاتصالات اللاسلكية، كما عملت على التفرد في عمليات الإنتاج واستخدام مواد ذات جودة وهو ما جعل أسعارها معقولة ومقبولة لدى المستهلك.

ويبقى السؤال لماذا لوّح الأمير محمد بن سلمان بهاتف نوكيا وآبل في نفس الوقت، ولماذا كان يقبض بيده اليمنى جهاز أبل وبيده اليسرى جهاز نوكيا، إنها رسالة واضحة تؤكد أن المستقبل في هذه المنطقة للابتكار والريادة، وأن العقلية التي سيتم إدارة المنطقة بها هي إدارة ذكية تنافس الدول المتطورة في مجال الذكاء الصناعي.